نتوقف لحظة لنحتفي بالكلمة بالحرف الذي يُبنى عليه الخيال، وبالسطور التي تنسج العوالم كما ينسج الحالم رؤاه نحتفي بالكتب لا فقط كمصدر للمعرفة، بل كنافذة تطل على أرواح الكُتّاب وقلوب القرّاء الكلمات المكتوبة تحمل في طيّاتها تجارب إنسانية، مشاعر دفينة، وأفكار تجاوزت الزمن والمكان لكن، ماذا لو خرجت تلك الكلمات من صفحاتها؟ ماذا لو قررت أن تتجسد، أن تتحول إلى مشهد حي، إلى ضوء وظل، إلى قصة تُروى بالصوت والصورة، وتخاطب العين كما تخاطب القلب؟
هنا، في “شمس وظل” نحمل مسؤولية إعادة تشكيل هذه القصص بصريًا من خلال صناعة المحتوى الفريد الذي يجمع بين الكلمات والصورة، نمنحها حياة جديدة، ونحوّلها إلى تجارب حسية تُشاهد، تُسمع، وتُحس نحن لا نقرأ فقط، بل نُعيد كتابة المشهد بلغة الصورة نحن نؤمن بأن الإنتاج المرئي هو الأداة الأقوى لنقل الرسائل وإيصال القصص بشكل مؤثر.
كل قصة عظيمة تبدأ بكلمة، ولكن ليس أي كلمة، بل تلك الكلمة التي تمس شيئًا حقيقيًا بداخلنا في “شمس وظل” نؤمن أن البداية لا تكون فنية بقدر ما تكون إنسانية الفكرة الأصيلة، تلك التي تخرج من عمق الشعور أو من تجربة حقيقية، هي التي تصمد أمام الزمن وتلامس الجمهور ولهذا، يبدأ كل مشروع عندنا بجلسة نقاش مفتوحة، عصف ذهني حر، نغوص فيه في عمق الفكرة: ما الذي نحاول قوله؟ من هو المستفيد؟ ما الذي سيشعر به من يشاهد؟
في هذه المرحلة من صناعة المحتوى، نُحرّر الكلمات من قيود الشكل التقليدي، ونبحث عن لغة تحكي، لا تُخبر فقط نكتب النص، ثم نعيد كتابته، نبدّل الزوايا ونختبر طرقًا مختلفة للسرد، إلى أن نجد تلك الجملة المفتاحية التي تفتح الباب لعالمٍ كامل من الخيال والمعنى في هذه المرحلة، لا شيء يُترك للصدفة، فكل كلمة تُختار بعناية، لأنها ستكون البذرة التي سنزرع بها الإنتاج المرئي القادم.
الرواية الناجحة تحتاج إلى هيكل متماسك وشخصيات معقدة، كذلك الحال في الإنتاج المرئي لا يكفي أن نملك فكرة، بل يجب أن نعرف كيف نحولها إلى سرد بصري جذاب بعد الانتهاء من كتابة النص، نبدأ في رحلة التحويل: من الحرف إلى اللقطة نكتب السيناريو كما لو أننا نكتب رواية مصورة، نحدد الزمان، المكان، الشخصيات، الإيقاع، ونُعيد ترتيب الأحداث لتخدم الرسالة النهائية.
هنا، تُرسم المَشاهد بالكلمات أولًا، قبل أن تُصور بالكاميرا نحدد كل زاوية، كل انتقال، ونتخيل كل لحظة وكأنها مشهد من فيلم سينمائي له مزاجه الخاص نتخيل كيف ستبدو المشاعر في تعبيرات الوجه، كيف سينقل الضوء الإحساس، وكيف سيُترجم الصمت إلى معنى هذه هي المرحلة التي تتحول فيها القصة من فكرة ذهنية إلى واقع محتمل، يُبنى لقطةً بعد لقطة، حتى يصبح فيلمًا ينبض بالحياة في هذه المرحلة، يتم دمج صناعة المحتوى مع الإنتاج المرئي ليظهر المشروع بشكل متكامل.
العدسة ليست مجرد وسيلة تقنية، بل هي أداة تعبيرية تُعيد كتابة القصة بلغة الصورة في “شمس وظل”، نؤمن أن كل لقطة تحمل بداخلها قصة صغيرة، وكل زاوية تصوير قد تغيّر المعنى بالكامل نحن لا نُصور لأننا نملك الكاميرا، بل لأننا نملك الرؤية نعامل الكاميرا كما لو كانت قلمًا يرسم على ورق الضوء، نختار من خلاله ما نُظهره، وما نتركه غامضًا عن قصد.
اللعب بالتكوين البصري، اختيار الإضاءة، حركات الكاميرا، التقطيع الزمني كلها أدوات نحول بها الفكرة إلى تجربة شعورية نبحث دائمًا عن تلك اللحظة التي تتجاوز الكلمات، التي تقول ما لا يمكن قوله، وتفتح بابًا للمشاهد كي يشعر، لا فقط يفهم فالصورة الصادقة لا تحتاج إلى شرح، فقط إلى إحساس حقيقي خلف العدسة من خلال هذه الأدوات، نساهم في صناعة المحتوى الذي يحرك المشاعر، ونضيف قيمة للمشروع البصري في مجال الإنتاج المرئي.
ليست كل القصص وليدة خيال الكاتب بعض القصص تحدث أمام أعيننا، بكل عفويتها وصدقها المؤتمرات، الفعاليات، والمناسبات الحية هي مسرح مفتوح للدراما الواقعية في “شمس وظل” لا نكتفي بتوثيق ما يحدث، بل نحاول أن نلتقط القصة التي لا تُرى نبحث عن تلك النظرة العابرة، اللحظة التي سبقت التصفيق، أو الحوار الذي دار خلف الكواليس نُسلط الضوء على الإنسان وسط الزخم، ونلتقط التفاصيل الصغيرة التي تصنع الفرق.
نروي الحدث كما لو كنا نكتب مقالًا سرديًا، لكن بالصورة والصوت وكل فعالية نغطيها نحرص أن تُحكى بطريقتها الخاصة، بطابعها الفريد الذي يعكس جوهرها وروحها من خلال هذه التغطيات الإعلامية، نخلق صورًا تتجاوز مجرد التوثيق، لتصبح جزءًا من رواية القصص التي تُؤثر في الجمهور وتترك أثراً عميقاً.
لسنا ممن يؤمنون أن الكلمة شيء، والصورة شيء آخر في “شمس وظل” نرى أن الكلمة والصورة كجناحين لطائر واحد: لا يحلق إلا بهما معًا الكلمة تُمهّد، تُعبّر، وتشرح، أما الصورة فتُجسّد، تُدهش، وتُحرك المشاعر لا نكتب نصًا من أجل أن يُقرأ فقط، بل ليُرى ولا نُنتج صورة لتكون جميلة فحسب، بل لتقول شيئًا أعمق.
لهذا، نبدأ دائمًا من القصة. نعود إلى أصل الحكاية، نبحث عن فكرتها الكبرى، ونربط بين كل عناصرها، من النص إلى المونتاج نحن نعرف أن الإعلان الجيد قد يُنسى، لكن القصة الجيدة تبقى وأن مقطعًا بصريًا صادقًا قد يُحدث فرقًا في وعي الجمهور أو يغير نظرته لقضية ولهذا نسعى لأن تكون كل قطعة ننتجها مليئة بالمعنى، محاطة بالعاطفة، ومبنية على فكرة تستحق أن تُروى بهذا، ندمج صناعة المحتوى والإنتاج المرئي بشكل يلامس عواطف الجمهور ويترك انطباعًا قويًا.
لا نقف عند حدود نوع واحد من المحتوى نحن نعيش القصص، نصنعها ونبحث عنها في كل مكان: في إعلان يحتاج إلى لمسة إنسانية، في فيلم توثيقي يحكي مسيرة، في تغطية لحدث أو حملة إعلامية تحمل رسالة كل فرد من فريقنا هو راوي بطريقته: من كاتب المحتوى الذي يصوغ الحكاية، إلى المخرج الذي يترجمها مشهدًا، إلى المصور الذي يختار زاويتها، إلى المونتير الذي يمنحها نبضها الأخير.
نحن لا ننتظر أن تأتي القصة، بل نصنع فرصتها، نخلق لحظتها، ونمنحها شكلها النهائي وهذا ما يجعلنا مختلفين. في “شمس وظل” لا نعمل فقط من أجل إنجاز، بل من أجل أثر لأننا نؤمن أن كل مشروع هو فرصة لقول شيء مهم، بطريقة لا تُنسى في هذا السياق، تتلاقى حملات إعلامية قوية مع صناعة المحتوى بشكل يضمن وصول الرسالة بأقوى صورة.
في اليوم العالمي للكتاب، نعود إلى البدايات إلى تلك اللحظة التي قرأنا فيها جملة وغيّرتنا، أو فقرة جعلتنا نعيد التفكير في العالم نحيي أولئك الذين كتبوا القصص التي ألهمتنا، وأولئك الذين ما زالوا يخطّون كلماتهم في صمت، بانتظار أن تجد من يقرؤها ويترجمها.
ونحن، في “شمس وظل” نحمل هذه الشعلة، نعيد سرد الحكايات بلغة جديدة، ونمنحها الحياة من جديد لأننا نؤمن أن القصة لا تموت، بل تتغير وسيلتها فقط وما بين صفحات الكتب وعدسة الكاميرا، يستمر السحر من خلال الإنتاج المرئي وصناعة المحتوى، نواصل رواية القصص التي تترك أثرًا لا يُنسى.
شاركنا قصتك، ودعنا نحولها إلى تجربة بصرية لا تُنسى فريق “شمس وظل” بانتظارك.